My SiteMy BlogMy email

 

CHEZ MUI
Blog of my bro
BLOG YOURSELF
The blog of my (fully appreciated) digital design prof
AMANI'S WORLD
A big Japan fan with a big dream
ABED HAMDAN LIFE
A "7afartaly" Blog
JORDAN WATCH
Batir explains it all!
THE BLACK IRIS
The virtual home of Nas
JORDAN, I WILL BE BACK
Jordanian-pride blog of Mohanned
MOEY HYPERVENTILATING
Blogging from Amman
SUGAR CUBES
The blog of a Jordanian-Palestinian Muslim girl
HALWASAT HAMEDE
If everything seems to be going well...
IBRAHIM'S OBSERVATORY
Here he locates all what pass by him… and all what he passes by
ONE PIECE WORLD
Blog of Japan-lover and JUST-CS-student Ahmad Akour ;)
JUST
Link to my university
 
A proud member of:
- Jordan Blogs  
- Qwaider Planet  
- Jordan's Free Voices  
- Sawtona

 

 

Foxkeh

 

Powered by Blogger

This blog is TOTALLY designed by me.

 

 


Wednesday, January 16, 2008

لم يخلق الله داءً أشد من ألم أم على وفاة ابنها، وأن يتم القتل علي يد رجل لا ضمير له ولا دين فإنما يزيد ذلك الألم حدةً وبأساً، ,وإن كنت لا أختلف على حق ذوي المتوفى في معرفة هوية الجاني بل وأقف بجانبهم في حزنهم ومطالبتهم للعدل، لا بد أن أعترف أنه قد حيّرني الاهتمام المبالغ من الجميع في هذه الحادثة وأن يأخذ حادث سير وبشكل استثنائي هذا القسط الواسع من وسائل الإعلام.

أنا متأكد أن هناك عشرات الحالات المماثلة تماماً تحدث سنويا في الأردن ولكل لم يهتم أحد بها، معظمها لم تذكرها الجرائد، وبعضها أدهشت المارة لبعض الساعات فأصبحت نسياً منسياً. وأما هذا الحادث نال من الاهتمام أكثر ما نالته الآلاف من حوادث السير تحدث سنويا في المملكة.

وعلى الرغم من أنه يموت نحو 800 فرد في الأردن نتيجة حوادث السير، إلا أنه وفي هذه الحالة فقط أسمع رئيس الوزراء يهتم شخصياً بهذا الحادث وتخصص كل من الصحف مساحات واسعة من صفحاتها وبرامج إذاعية تطول لساعات للحديث حول هذا الموضوع، وتشكل مديرية الأمن العام لجنة خاصة للتحقيق، ويخصص للمتحدث باسمها مساحة واسعة ضمن نشرة أخبار الثامنة ليطلعنا على إنجازات الشرطة في القبض على الجاني.

وأما الآن فدعوني أعرفكم على (ضيف الله).. وهو شاب عمرة ست عشرة سنة، ولكن لم يلتحق في إحدى المدارس الخاصة من فئة الخمس نجوم، وذات المناهج الأميركية، ذلك أن القسط الفصلي لمثل هذه المدارس يفوق ما تحصل عليه عائلة ضيف الله جميعها في عام كامل.. ولا يمكن اعتباره من الطبقة "البرجوازية" فإنه راعٍ ابن راع يقيم في إحدى قرى البادية المنسية، قد تكون صبحا وصبحية أو المنشية أو الباعج أو غيرها من المناطق التي لا يعرف "أبناء الذوات" إن كانت أساميها حقيقية أو ضرب من الخيال..

وأما ضيف الله فهو نفسه أصبح يشك إن كان موجوداً فعلاً أم لا، إن كانت المؤسسات تعامله كمواطن أو تعترف به كإنسان على الأقل، لأنه إذا تعرّض - لا سمح الله – إلى حادث سير ولاذ السائق بالفرار لن تشكل مديرية الأمن العام لجنة خاصة للتحقيق في الحادث، ولن تصرف حضرات الكتاب والصحافيين أحبارهم للكتابة عنه، ولن يحصل شرف أن يترك رئيس الوزراء جل أعماله ويهتم بقضيته...

فإن مات ضيف الله لا أحد سوف يعتني به، وسوف يكتب اسمه على قبره فقط، وسوف ينال شرف أن يصبح (عدداً) يضاف إلى أعداد المتوفين بحوادث السير...

فإن مات ضيف الله لن أبكي... لأن ضيف الله لا بواكي له..

Labels: ,