استعددت يوم الاثنين لكي ألبي "نداء الواجب"، وأضم صوتي إلى صوت عشرات الآلاف من الأردنيين الذين نزلوا إلى الشوارع وعبروا عن شعورهم بالحزن والغضب عن طريق التظاهرات والاعتصامات.
كانت هناك مظاهرة كبيرة انطلقت من مجمع النقابات إلى رئاسة الوزراء، إلا أنني فضلت الانضمام إلى المظاهرة المنظمة من قبل حركة اليسار الاجتماعي والتي من المفترض أن تشمل مسيرة إلى السفارة الإسرائيلية والتظاهر عندها (أو حتى اقتحامها). وعلى الرغم أنني على يقين أن طرد السفير الإسرائيلي من عمان لا يعني إحلال السلام أو حتى إيقاف العدوان، إلا أنها أكثر ما لدينا الآن لإظهار غضبنا واستنكارنا لما يجري، (بالإضافة أن برأيي الخاص من غير الملائم أن نتظاهر أمام السفارة المصرية وننسى كلياً أن سفارةً لإسرائيل هنا).
الشرطة منعتنا من الوصول إلى السفارة.
(١)
تاكسي.. تاكسي
ركبت سيارة تاكسي لكي أذهب إلى موقع المظاهرة، وما أن طالبت من السائق الذهاب إلى "مسجد الكالوتي" بدأت ملامح وجهه بالتغير، فهذا الجامع معروف إنه منطلق للتظاهرات ضد السفارة الإسرائيلية والتي هي على مقربة منه.
"عشرين سنة"... هذه جملة حكاها السائق بعدما سألني إذا ما كانت مظاهرة هناك...
"عشرين سنة"... كررها بعد أن لاحظ أني كنت غير مهتم بما سيقوله.
مرت لحظات صمت، والسائق ينظر إلىّ... ربما لينتظر أي رد مني...
طال صمتي، إلى أن كسرته... "أه يا زلمة... مالها العشرين سنة؟..."
"قبل عشرين سنة كنت في فتح المجلس الثوري... أنا كنت مع أبو نضال. احنا كنا نخطف طائرات، قبل عشرين عام خطفتُ طائرة في مصر... أبو إياد؟ أبو إياد نحنا إللي قتلناه لأنه خائن... كنا نتدرب في العراق... الله يرحم صدام... رحت على الشام؟ الشام؟ دمشق؟ روح على فندق (----) ولسه بتلاقي أثار الرصاص... أبو مازن... هذا بهائي! انت رحت على حيفا؟ أنا لما كنت في حيفا رحت على المعبد تبعهم و(شخّيت) فيه..."
وأنا أردد في نفسي..."ليش خلّيتو يحكي!"
(٢)
السفير
ورحنا لكي "نسفّر" السفير.
لننهي العدوان الشرير، وواقعنا المرير.
لاأدري إذا كان السفير يعرف عنا. ولكن ما أظنه أنه لا أحد بلغه أنه كنا هناك نتظاهر، ولا هو حسّ فينا. حتى بدأت أشك أن سفيرا هناك. فعلاً، هل نحن متأكدون أن هناك سفير إسرائيلي؟ السفارة نراها ولكن أين السفير؟ لماذا لم يُسمع عنه شيئاً. (أعتذر ولكن غالباً ما تراودني هذه الأسئلة عن "الوجود")
وبدأنا نصرخ...
نعم لطرد السفير!
حتى أصبحت: نعم لطرد الحقير!
إلى: نعم لطرد الخنزير!
الله على بلاغة العرب! وضعوا لكلمة "سفير" سجعاً وقافيةً تناسب عدة مسبات وشتائم.
(٣)
أعلام
كان من اللازم أن تكون يسارية، إلا أن اللون الأصفر كان منتشراً... والشرائط والأعلام... صفراء فاقع لونها تسر الناظرين.
يهتف البعض لحماس، وأخرون لحزب الله... أمة ضحكت من جهلها الأمم...
ماذا أقول ومعظم من كان هناك لا يحمل أي فكر سياسي؟
رائع.. أحدهم رافع راية الثورة العربية الكبرى... وكأنه يقول (توحدوا يا عرب!)... نعم ولكن لحظات الأمل ماتت عندي عندما جاء شاب وسأل صاحبه: ما هو ذلك العلم؟... وصاحبه حتى لم يعرف!
وشاب آخر كان يحمل علماً أردنياً. إلا أنه كان يحاول أن "يقبع" النجمة حتى يظهر كعلم فلسطين...
وأهل غزة يُقتلون...
Post a Comment
<<Home